بِالْعُبُودِيَّةِ لِلهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَفْتَخِرُ
یادگارِعُمر
درباره وبلاگ


حافظ سخن بگوی که بر صفحۀ جهان ------- این نقش ماند از قلمت یادگارِ عُمر ---------- خوش آمدید --- علی
نويسندگان


 ... عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ

 قَالَ :

 إِنَّ الْمَأْمُونَ

 قَالَ لِلرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ع‏ :

 يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ

 قَدْ عَرَفْتُ فَضْلَكَ وَ عِلْمَكَ وَ زُهْدَكَ وَ وَرَعَكَ وَ عِبَادَتَكَ

 وَ أَرَاكَ أَحَقَّ بِالْخِلَافَةِ مِنِّي

 فَقَالَ الرِّضَا ع :

 بِالْعُبُودِيَّةِ لِلهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَفْتَخِرُ

 وَ بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا أَرْجُو النَّجَاةَ مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا

 وَ بِالْوَرَعِ عَنِ الْمَحَارِمِ أَرْجُو الْفَوْزَ بِالْمَغَانِمِ

 وَ بِالتَّوَاضُعِ فِي الدُّنْيَا أَرْجُو الرِّفْعَةَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ

 فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ

 فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَعْزِلَ نَفْسِي عَنِ الْخِلَافَةِ

 وَ أَجْعَلَهَا لَكَ

 وَ أُبَايِعَكَ

 فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع :

 إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِلَافَةُ لَكَ

 وَ جَعَلَهَا اللهُ لَكَ

 فَلَا يَجُوزُ أَنْ تَخْلَعَ لِبَاساً أَلْبَسَكَهُ اللهُ وَ تَجْعَلَهُ لِغَيْرِكَ

 وَ إِنْ كَانَتِ الْخِلَافَةُ لَيْسَتْ لَكَ

 فَلَا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي مَا لَيْسَ لَكَ

 فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ :

 يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ

 لَا بُدَّ لَكَ مِنْ قَبُولِ هَذَا الْأَمْرِ

 فَقَالَ :

 لَسْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ طَائِعاً أَبَداً

 فَمَا زَالَ يُجْهِدُ بِهِ أَيَّاماً

 حَتَّى يَئِسَ مِنْ قَبُولِهِ

 فَقَالَ لَهُ :

 فَإِنْ لَمْ تَقْبَلِ الْخِلَافَةَ

 وَ لَمْ تُحِبَّ مُبَايَعَتِي لَكَ

 فَكُنْ وَلِيَّ عَهْدِي

 لِتَكُونَ لَكَ الْخِلَافَةُ بَعْدِي

 فَقَالَ الرِّضَا ع :

 وَ اللهِ

 لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي

 عَنْ آبَائِهِ

 عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

 عَنْ رَسُولِ اللهِ ص

 أَنِّي أَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا قَبْلَكَ

 مَقْتُولًا بِالسَّمِّ

 مَظْلُوماً

 تَبْكِي عَلَيَّ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ

 وَ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ

 وَ أُدْفَنُ فِي أَرْضِ غُرْبَةٍ

 إِلَى جَنْبِ هَارُونَ الرَّشِيدِ

 فَبَكَى الْمَأْمُونُ

 ثُمَّ قَالَ لَهُ :

 يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ

 وَ مَنِ الَّذِي يَقْتُلُكَ

 أَوْ يَقْدِرُ عَلَى الْإِسَاءَةِ إِلَيْكَ

 وَ أَنَا حَيٌّ

 فَقَالَ الرِّضَا ع :

 أَمَا إِنِّي لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ مَنِ الَّذِي يَقْتُلُنِي لَقُلْتُ

 فَقَالَ الْمَأْمُونُ :

 يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ

 إِنَّمَا تُرِيدُ بِقَوْلِكَ هَذَا التَّخْفِيفَ عَنْ نَفْسِكَ

 وَ دَفْعِ هَذَا الْأَمْرِ عَنْكَ

 لِيَقُولَ النَّاسُ أَنَّكَ زَاهِدٌ فِي الدُّنْيَا

 فَقَالَ الرِّضَا ع :

 وَ اللهِ

 مَا كَذَبْتُ مُنْذُ خَلَقَنِي رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ

 وَ مَا زَهِدْتُ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا

 وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا تُرِيدُ

 فَقَالَ الْمَأْمُونُ :

 وَ مَا أُرِيدُ

 قَالَ :

 الْأَمَانُ عَلَى الصِّدْقِ

 قَالَ :

 لَكَ الْأَمَانُ

 قَالَ :

 تُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ

 إِنَّ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى لَمْ يَزْهَدْ فِي الدُّنْيَا

 بَلْ زَهِدَتِ الدُّنْيَا فِيهِ

 أَ لَا تَرَوْنَ كَيْفَ قَبِلَ وِلَايَةَ الْعَهْدِ طَمَعاً فِي الْخِلَافَةِ

 فَغَضِبَ الْمَأْمُونُ

 ثُمَّ قَالَ :

 إِنَّكَ تَتَلَقَّانِي أَبَداً بِمَا أَكْرَهُهُ

 وَ قَدْ آمَنْتَ سَطْوَتِي

 فَبِاللهِ أُقْسِمُ

 لَئِنْ قَبِلْتَ وِلَايَةَ الْعَهْدِ

 وَ إِلَّا

 أَجْبَرْتُكَ عَلَى ذَلِكَ

 فَإِنْ فَعَلْتَ

 وَ إِلَّا

 ضَرَبْتُ عُنُقَكَ‏

 فَقَالَ الرِّضَا ع :

 قَدْ نَهَانِيَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ

 أَنْ أُلْقِيَ بِيَدِي إِلَى التَّهْلُكَةِ

 فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى هَذَا

 فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ

 وَ أَنَا أَقْبَلُ ذَلِكَ عَلَى أَنِّي

 لَا أُوَلِّي أَحَداً

 وَ لَا أَعْزِلُ أَحَداً

 وَ لَا أَنْقُضُ رَسْماً وَ لَا سُنَّةً

 وَ أَكُونُ فِي الْأَمْرِ مِنْ بَعِيدٍ مُشِيراً

 فَرَضِيَ مِنْهُ بِذَلِكَ

 وَ جَعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْهُ ع لِذَلِكَ